عفواً.. الزبون غير مرغوب فيه!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



هناك صفة غير موجودة في ثقافتنا للأسف وهي الرغبة في المنافسة وما يتبعها ويلزمها من ضرورة التطور ومعرفة الجديد كل يوم للقدرة على مناطحة الآخرين.. وتلك الصفة تشمل كل المجالات ولا تقتصر على المجالات العلمية أو التكنولوجية بل لابد من توافرها في شتى الاتجاهات.. حتى في المطاعم.. نعم المطاعم!

ففي إحدى المرات بينما كنت أتناول الغداء مع إحدى الصديقات في أحد المطاعم التي كنت أحبها وجدت تراجعا ملحوظا في مستوى الخدمة المقدمة ونوعية الطعام وجودة الطهي أيضا.. بل ولاحظت أن العاملين من الطهاة والسقاة لم يعودوا بمثل الحماس وإتقان العمل كما كانوا في بداية عملهم، بل تسرب لهم الملل والاستسهال وشيئا فشيئا أصبحت الخدمة رديئة ثم سيئة للغاية.. بل يكادون يلقون في وجهك الأطباق والملاعق من شدة مللهم!.. ومن ثم لم أعد أرتاد ذلك المطعم أبدا رغم ذكرياتي التي أحبها به، ولكني لاحظت أن الأمر يتكرر في مطاعم أخرى.. لابد وأن تجد قبل انتهائك من الطعام الجرسون يقف خلفك متحفزا يلملم كل شيء تتركه يدك حتى لو كنت ستعود لاستكماله!.. تجده يبدأ بسحب أطباق السلطة رغم أنها لا تزال مليئة بعد.. ثم تمتد يده شيئا فشيئا للخبز فالأكواب وتجده يكاد يتلمظ يريد سحب طبقك من أمامك رغم أنك مازلت تتناول طعامك!..
لكنه قد أعطاك فيما يبدو وقتا محددا وما بعده فإنك تكون قد أثرت ملله وعليك الإسراع بالرحيل!.. وتبدأ القمة في الاستفزاز والتي أعتبرها نقص أدب عندما تراه ينظف المائدة وأنت مازلت ترفع يدك بملعقة أخرى من طعامك!.. هنا تشعر أنك أصبحت غير مرغوب فيك وعليك دفع الحساب والرحيل قبل أن يتهور وتمتد يده للملعقة ليسحبها من يدك وأنت تتهيأ لقضم ما بها!!
وهذا تجده متكررا في أكثر من موقع.. فالمطاعم أو المحلات عموما تبدأ بافتتاح ضخم وتكون الخدمة فيها جيدة للغاية في الشهور الأولى التي تلي الافتتاح.. ثم تجد انحدارا متوقعا وملحوظا بعد ذلك في كل شيء من أنواع السلع المقدمة.. لجودة المكان ونظافته وتنظيم الخدمة به.. بل إنك تجد أن هناك ثقافة عامة قد استشرت بيننا أننا نتشجع للذهاب لمطعم أو محل ما جديد مرددين بثقة أنه حديث العهد بالافتتاح ومن ثم فإن خدماته ستكون ممتازة الآن، فعلينا أن نلحق بالاستفادة بها قبل أن تدهور حين يبدأ في التقادم!.. لكن هذا لا يمكن أن تجده في سلاسل المطاعم الأجنبية لأن الذين يديرونها ليسوا مصريين ورأس المال أجنبي ومن ثم تجد صاحب العمل حريصا على ماله وعلى سمعته داخليا والأهم خارجيا، لذلك تجد كل شيء يسير فيها بنظام شديد وكل شخص يعلوه آخر يراقب أداءه لوظيفته على أكمل وجه ويحرصون كل الحرص على جودة ما يقدّمون حتى لو مر على إنشاء الشركة أو المطعم أو المشروع التجاري سنوات طويلة فإنه يظل يعمل بنظام دقيق وبجودة عالية في كل يوم..
وهو ما نفتقده في ثقافتنا وما يمنعنا من المنافسة، مثل سلاسل مطاعم كثيرة محلية بدأت مع تلك الأجنبية من حيث الفترة الزمنية وكانت تشهد بداية موفّقة لكنها بدأت في التراجع المعتاد فيما بعد.. وذلك لأننا نتعامل في كل المشاريع والأعمال وفي حياتنا بشكل عام بطريقة الاكتفاء والقناعة بما هو متاح وعدم الرغبة في التطور..
نحبس عقليتنا في المحلية بينما من بدأ معنا يرنو منذ البداية للعالمية ويحقق مسعاه بتنمية ذاته وهو ما تراه متنوعا في كل المجالات متدرجا حتى تصل للأداء العام للدولة ومقارنته بدول أخرى كالهند وماليزيا وفنزويلا أيضا بدأوا نهضتهم الصناعية بعدنا بسنوات لكنهم سبقونا بقرون الآن.. بينما مازلنا نحن في القاع نرضى بما وصلنا له من اللاشيء!.. بل وأحيانا نهيل التراب على الحسن الذي قمنا به لنحيله إلى سيئ وسيئ بجدارة أيضا!.. لأننا مازلنا إلى الآن نتعامل مع حياتنا وأعمالنا بل ومستقبلنا من منطق "الهواة".. الذين لا يريدون الخروج من هذا التصنيف ليتطوروا فيصيروا محترفين.. نقنع بالمقبول من التقدير لكل نواحي حياتنا ولا نتطلع أبدا للامتياز، بل نراه طمعا وجحدا بالنعمة التي لدينا!..
ولن نتقدم خطوة واحدة للأمام طالما ظلت ثقافة المحلية والاستسهال هي محور تفكيرنا الذي حبسنا خلايانا فيه.. بل ونتفنن أحيانا في ابتكار وسائل جديدة في عدم إتقان العمل للهرب سريعا من ساعاته المملة وكأن هناك شيئا أهم!.. ونبذل جهدنا ليس للتطور بل للتفنن في الهرب من حلبة المنافسة بينما الآخرون يدركون أهمية كل دقيقة تمر دون تطوير لمواجهة المنافسة الشرسة بتطور أكثر شراسة ووسواس بصدد جودة الخدمة المقدمة..

والأهم.. أنهم لا يقومون بسحب الطبق من أحد قبل إتمام طعامه!

هههههههههههههههههههههههههه

يخرب عقلك يا دعاء فى كده برضو

يبقى الرجل لسه بياكل ويجى المعلم يشيل

ربنا يرحمنا منهم

تقبلى مرورى

اقتباس :

[center]هههههههههههههههههههههههههه

يخرب عقلك يا دعاء فى كده برضو

يبقى الرجل لسه بياكل ويجى المعلم يشيل

ربنا يرحمنا منهم

تقبلى مرورى

بالراحة ياعم حمادة
متزوأش كده روح اتشطر على اللى هايعمل معاك كده
شكرا لمرورك ياجميل

وانتى والله يا بسمة عندك حق العيب فينا احنا

فى المــخ القفــل والمعــاملـــة الزبالــة

لو جبتلهم ايه مش هايغيروا هما اخدوا على كده خلاص

ميرسيه لردك الجميل ده يا بوسبوس
تشرفت بمرورك