الزمان: الساعة الثامنة مساء الحالة: عادل يتحرك يمينا ويسارا بحثا عن إشارة قوية يتمكن بها من أن يتصل بشكل واضح بزوجته لينا في تل أبيب (لا لا أنت هتتصدم من دلوقتي استنى للآخر)، قبل أن يرد عليه المجيب الآلي (خلاص يا عم ما تزعلش الأنسر ماشين): عفوا رصيدك الحالي لا يسمح بإتمام هذه المكالمة. يرمي عادل بهاتفه غضبا وانفعالا على الكنبة التي تقف وحيدة في الصالة دون أي أثاث يؤنس وحدتها، فض بأسنانه في حالة غضب واضحة الغلاف البلاستيكي المحيط بكارت الشحن وتابع إدخال الأرقام وأعاد الاتصال فأجابه المجيــ.. -إحم قصدي الأنسر ماشين: الهاتف الذي طلبته غير متاح مؤقتا من فضلك عاود الاتصال في وقت لاحق.. عادل صارخا كالمجنون: ما هو أصلا مافيش حاجة عِدلة في البلد دي فإيه اللي يخليني أتخيل إن التليفونات تكون عدلة. ثم عاود يائسا الاتصال لمرة أخيرة حتى سمع صوت الجرس أخيرا...
عادل: ألو
لينا: ألو كيفك عادل
عادل: مش كويس.. مش كويس خالص يا لينا.
لينا: ليه يا خوي... إللي أبلا -(قولي فبلا بالمصري)- لوين صارت الأمور في موضوع جنسية ولدنا كريم طَمّني.
عادل: رفضوا يا لينا.. الخارجية رفضت تدّي كريم الجنسية المصرية.
لينا بصرخة واضحة: شو عم تحكي؟!.. كيف يكون الولد مصري وأبوه مصري وبلد أمه تدي له الجنسية وبلد أبوه تسحبها منه؟!!
عادل: ما هو الجديد بقى إن أبوه ما بقاش مصري يا لينا.
لينا: يا الله!... شو حبيبي!... إنت ما نمت البارحة؟ عم بتسمع حالك إنت؟!!
عادل: لا يا لينا أنا ما باخرفش، مسئول كبير في الخارجية هو اللي قال لي امبارح إني اترفع عليّ قضية من محامي ما أعرفوش طالب فيها وزارة الداخلية والخارجية بإسقاط الجنسية عني لأني اتجوزت إسرائيلية، وده فيه خطر على الأمن القومي.. والجهتين استجابوا وأسقطوا جنسيتي يعني أنا قاعد في بلدي ضيف يا لينا.. قاعد زيارة وماشي.. وساعتها لازم أخرج منها ولو عايز أعيش فيها يبقى أدفع إقامة وأجددها كل 6 شهور زي الأجانب.. لا مش زي هي معاملة الأجانب.
لينا: شووووو مين بيقول هيك يا خلق، شو ذنبه ها الطفل تا يتحرم وأبوه من جنسية بلدهم، شو ذنبهن إن أمّهن عربية اتفرضت عليها جنسية بلد محتل وكبرت وصارت هيك وما لها يد في شيي، حسبي الله ونعم الوكيل... حسبي الله ونعم الوكيل.. الله وكيلنا حبيبي.. الله وكيلنا.. وحده ياخد لنا حقنا.
عادل: ما عادش ليه لزوم الكلام ده يا لينا أنا هالم هدومي وراجع.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ إيه اتصدمت ولا لسه؟! مش متخيل أصلا إن فيه شباب مصري (النيل رواه والخير جواه) يتجوز من إخوانا البـعد.... (مفيش داعي)، طيب إيه رأيك لو نصدمك كمان ونعرفك إن فيه 14 ألف شاب مصري زي الورد مناسبين إسرائيليات وعايشين في إسرائيل وعندهم بيوت وأولاد هناك وبيشتروا جرايد من عم "عزرا" بتاع الجرائد وبيصبحوا الصبح على صاحب السوبر ماركت: صباح الخير يا مصطفى.. صباح الخير يا عم إفرام.. والحياة عادية جدا ومسالمة جدا وشالوووووم جدا، همممم.. لا خلاص يكفي هذا الكم من الصدمات فلتطمئن أنك مش لوحدك اللي اتصدم.. فيه ناس اتصدمت بس اتصرفت بطريقتها..
تنظر محكمة القضاء الإداري حاليا دعوى محامٍ ضد وزارتي الداخلية والخارجية ويطالبهما في الدعوى ذاتها بإسقاط الجنسية المصرية عن جميع المصريين المتزوجين من إسرائيليات (المصري اليوم)
الصدمة دي كمان حقيقية ومش فبركة إنترنتية، ده خبر حقيقي بلحمه ودمه على عهدة المصري اليوم، طلب بإسقاط جنسية عن صاحبها؛ لأنه اتجوز إسرائيلية.. فإيه رأيك بقى يستاهل ولا ما يستاهلش.. كلمة إسقاط الجنسية عن مصري تعني ببساطة أنه لم يصبح مصريا، ولم يعد له حقوق المواطن المصري فلا يقيم في مصر إلا بإقامة -والإقامة طبعا بفلوس وفلوس مش قليلة ولازم تتجدد كل 6 أشهر- ولا يحق له توريث الجنسية لابنه ولا يحق له الإدلاء بصوته في أي عملية ديمقراطية حتى لو كانت انتخابات مجلس محلي، ولا يحق لأولاده التعليم المجاني.. أنا هادوشكم ليه؟ من الآخر سيصبح أجنبيا زي أي سعودي أو كويتي أو إماراتي مقيمين في مصر يعني من الآخر أصبحنا 80 مليون إلا واحد. البعض يرفض حكما بمثل هذه القسوة على اعتبار أن هؤلاء الشباب هم مصريون في النهاية بالروح والقلب وليس بورقة تمنح وتمنع في ظل ظروف اقتصادية تعاني سرطان البورصة وأنفلونزا الصكوك، في ظل بطالة لا تجد من يردعها، فكل ما سبق دفعه لفعل ما فعل وليس حبه في أولاد العم، وإذا كنا سنحاسبهم على نواياهم فلنحاسب من تسافر كي تلد في الولايات المتحدة كي يمنح وليدها الجنسية الأمريكية (طبعا مش محتاج أقول هي مين) ومن يهرب بودائع البسطاء كي يستمتع بشمس وهواء هاواي والكاريبي (طبعا مش محتاج أفكّركم هو..... قصدي هما مين).
البعض الآخر يعتقد أن إسقاط الجنسية أقل رد يمكن أن يتبع تصرفا كهذا.. ليه بقى؟!! شوف يا سيدي... أولا وبالبلدي كده ولاؤهم هيكون لمين؟! فهو مصري صحيح ولكن لديه الجنسية الإسرائيلية.. تلك الجارة التي لا تترك جيرانها أبدا في أمان، فهل نأمنه مواطنا مصريا خالص الولاء؟! ربما لا، هل نأمن ألا يكون في يوم من الأيام مثل عزام عزام وغيره ولكن بنسخة مصرية، فمن الواضح أن ولاءهم منقوص حيث إنهم لم يجدوا مانعا في السفر لإسرائيل ومخالطة أنسابهم لأتفه الأسباب ولأقل المشاكل التي تواجهه في هذا البلد. ثانيا لماذا نمنح لأولادهم جنسية آجلا أم عاجلا سيلقون بها عند أول نقطة حدودية تعبر بهم إلى إسرائيل، نعم إسرائيل.. فهو بالتأكيد سيفضل العودة إلى بلد أمه عندما يعلم أنه يتقاضى هناك راتبا لمجرد كونه إسرائيليا وسينتمي لدولة مصنفة أوروبية وإحدى الدول المتقدمة، وسيضع مصر دائما في وضع مقارنة مع إسرائيل. أظن بقى كفاية رغي لحد كده دول كانوا رأيين انقسم حولهما المجتمع المصري في هذه القضية ولم يتبقَّ سوى رأيك أنت.. أنت الأغلبية.. أنت الأقلية في نفس الوقت. تفتكر ينفع نتجوز ونخلف منهم ونعيش وسطهم ويعيشوا وسطنا؟ وإذا كنا جربنا العيشة جنبهم وكانت النتيجة شبكات تجسس بتتصدر لنا كل سنة وكأنها رحلات سياحية طيب لو ضمنّا عقل الشاب المصري المقيم في إسرائيل من الغسيل (خلي بالك إن غسيلهم ما شاء الله قشطة يشيل البقع الصعبة) وضمنّا ولاءه فهل نضمن عقل وولاء ابنه الذي سيتعلم في مدارس عبرية ويدرس تاريخ إسرائيل وليس تاريخ فلسطين من الغسيل. وهل يجب أن نفرق هنا بين المصري الذي تزوّج من إسرائيلية وبين المصري الذي تزوّج من عربية اتفرضت عليها جنسية بلد محتل وأصبحت من عرب إسرائيل؟! ولا إيه يا خبيييييييبي؟!!