Hairana عضوذهبى
عدد المشاركات : 2224 تاريخ التسجيل : 13/06/2008 العمر : 38 الجنس : البلد : المهنه : الهوايه : المزاج : نقاط التميز : 16807 السٌّمعَة : 20 احترام قوانين المنتدى : حاصل على وسام : mms :
{اضافات} sms:
| موضوع: قصص الأنبياء .. خلق آدم (2) .. ونفخت فيه من روحي.. الخميس 23 أبريل 2009, 10:05 pm | |
| توقفنا في حلقتنا السابقة عند المرحلة السادسة من خلق آدم، تلك المرحلة التي بدأ فيها الإنسان تمثالا من صلصال لا حياة فيه، وذكرنا أنه تُرك فترة على هذه الحال..
والآن سيحدث شيء عظيم جدا -وأتمنى أن تستحضر قلبك معي- وهو أن الله سينفخ فيه من روحه، يقول الله تبارك وتعالى: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}.. بمعنى أن الله شكل آدم بيديه من تراب وماء، وهما عنصران غاية في النظافة، ليس هذا فقط بل إن الله نفخ فيك من روحه، وبهذا فالآية السابقة فيها تكريم للإنسان، فالله سوّى -أي جمّل شكله، ثم نفخ فيه من روحه، ثم أمر الملائكة أن يسجدوا له.. فهيا بنا نتعرف على قدر هذا المخلوق العظيم عند ربه وخالقه، من خلال بعض الأحاديث القدسية، يقول الحق تبارك وتعالى في حديث قدسي: "إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إلى العباد نازل، وشرّهم إليّ صاعد، أتودد إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم، ويتبغّضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إليّ، أهل ذكري أهل مجالستي، من أراد أن يُجالسني فليذكرني، أهل طاعتي أهل محبتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي، إن تابوا إليّ فأنا حبيبهم، وإن أبَوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من المعايب، من أتاني منهم تائباً تلقّيته من بعيد، ومن أعرض عني ناديته من قريب، أقول له: أين تذهب؟ ألك رب سواي.. الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزْيد، والسيئة عندي بمثلها وأعفو، وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم).
ويقول لداود عليه السلام: "يا داود لو يعلم المدْبرون عني شوقي لعودتهم، ومحبتي لتوبتهم، ورغبتي في إنابتهم لجاءوا شوقا إليّ.. يا داود هذه رغبتي بالمدبرين عني فكيف محبتي للمقبلين عليّ". وسبحان الله الكريم العظيم الذي يقول في حديثه القدسي:"عبدي؛ أخرجتك من العدم إلى الوجود، وأنشأت لك السمع والبصر والعقل والقلب ولا تخشاني، أذكرك وأنت تنساني، عبدي أستحي منك وأنت لا تستحي مني، فمن أعظم مني جودا، من ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له، ومن ذا الذي سألني فلم أعطِه، أبخيل أنا فيبخل عبدي عليّ" ويقول الله تبارك وتعالى في حديث قدسي آخر: "يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أولكم وآخِركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي لو أن أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخِل البحر، يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه"..
عن الروح والجسد المخلوق العاقل الوحيد الذي خُلق من مادتين هو الإنسان فالملائكة خلقوا من مادة واحدة وهي النور ولذلك خلقوا من أجل أن يسيروا في اتجاه واحد، لكن الإنسان خلق من مادتين حتى يكون هناك تنازع، والمادتان هما: غلاف خارجي اسمه الجسد، وداخل الجسد يوجد تجويف حتى تدخل فيه الروح، والروح خلقت من ملكوت السماء وعلمها عند ربي، والغلاف الخارجي مخلوق من تراب الأرض؛ فأصبح بداخلك جزء من السماء وجزء من الأرض، جزء يشدك إلى السماء وجزء آخر يشدك إلى أسفل اسمه الجسد، ولكل منهما غذاؤه الذي يستمد منه الحياة، فكما أن الذكر والطاعة هما غذاء الروح وهو "الجزء الباقي"؛ فإن الطعام والشراب والشهوات غذاء الجسد وهو "الجزء المفقود".. ولقد حدثنا الله عن أناس يعيشون لأجسادهم فقط في سورة كاملة هي سورة التكاثر، والتكاثر هو غذاء في الأجساد والنهي في السورة ليس عن التكاثر، ولكن النهي جاء للإلهاء الذي يحدثه التكاثر، فانظر معي إلى تلك السورة: {أَلْهَاكُمُ التّحراماثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ، كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ، كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ، لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ، ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} ولهذا فإن علينا أن نوازن بين الروح والجسد، وإن كان الأولى أن تفضل الروح لكي يشبع الجسد بالتبعية.. فالذي يطالبنا به الله هو التوازن بينهما.. اليوم الذي خلق فيه آدم
نعود الآن إلى عملية خلق آدم ونقول إنه بمجرد أن نفخ فيه الله من روحه عطس آدم فقالت الملائكة: قل: الحمد لله، فقال: الحمد لله، فقال الله تبارك وتعالى: رحمك ربك؛ فكانت أول ما سمعه آدم من الله عز وجل هي كلمة الرحمة.. فأول كلمة بدأ بها الكون كلمة: "رحمك ربك"، وقد جاء هذا في حديث رواه الترمذي؛ ومن هنا كانت مسألة تشميت العاطس سُنة بدأ بها الكون.. وعن اليوم الذي نفخ الله في جسد آدم من روحه فهناك أحاديث صحيحة تذكره، أولها حديث النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم وفيه أُدخِل الجنة وفيه هبط إلى الأرض وفيها تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة".. حديث رواه مسلم وأبو داود، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خلق آدم بعد العصر من يوم الجمع ة في آخر الخلق"؛ أي أن آدم هو آخِر المخلوقات، وخُلِق بعد عصر يوم الجمعة في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر والليل. ونستفيد من هذا معرفة قيمة يوم الجمعة الذي أمرنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن نبدأه بالاغتسال، ووجهنا إلى التطيب واستعمال السواك والملابس النظيفة والتبكير إلى الصلاة، وقراءة سورة الكهف. وعن يوم الجمعة أيضا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في يوم الجمعة ساعة لا يصادفها عبد مسلم يسأل الله عز وجل حاجة إلا أعطاه الله إياها"، ودعاء هذه الساعة يوم الجمعة مستجاب يقينا، والعلماء أغلبهم قالوا إنها الساعة الأخيرة قبل المغرب، وقالوا إنها الساعة التي خُلِق فيها آدم؛ وأن من تكريم الله لنا وتذكيرنا بقيمة هذه الساعة جعل فيها الدعاء مستجابا.. بقي أن نشير إلى أن الله تبارك وتعالى مسح على ظهر آدم فأخرج من ظهره كل ذريته إلى يوم القيامة، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لما خلق الله آدم مسح ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة"؛ والعلم الحديث أثبت أن ماء الرجل يأتي من عظام الظهر، وهو ما جاء في القرآن إذ يقول تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ}.. والمعنى أن هذه الوقفة والشهادة التي شهدناها هي التي كونت الفطرة السليمة بداخلنا والتي تدلنا على توحيد الله، وبها تعرف قلوبنا أن الله هو الخالق الواحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
وفي حلقتنا القادمة بإذن الله نتكلم عن آدم في القرآن الكريم.. متعنا الله وإياكم بنور المعرفة، وثبات اليقين.
| |
|
الفنان العنيف نجم المنتـدى
عدد المشاركات : 2633 تاريخ التسجيل : 17/08/2008 العمر : 45 الجنس : البلد : المهنه : الهوايه : المزاج : نقاط التميز : 16574 السٌّمعَة : 32 احترام قوانين المنتدى : حاصل على وسام :
{اضافات} sms:
| موضوع: رد: قصص الأنبياء .. خلق آدم (2) .. ونفخت فيه من روحي.. الخميس 03 سبتمبر 2009, 2:04 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمه الله وبركاته جزاكي الله خيراً
| |
|
مانو عضوجديد
عدد المشاركات : 194 تاريخ التسجيل : 17/08/2008 العمر : 42 الجنس : البلد : المهنه : الهوايه : المزاج : نقاط التميز : 11650 السٌّمعَة : 0 احترام قوانين المنتدى : حاصل على وسام : mms :
| موضوع: رد: قصص الأنبياء .. خلق آدم (2) .. ونفخت فيه من روحي.. الجمعة 18 ديسمبر 2009, 1:40 pm | |
| بارك الله فيكى وجزائك كل خير | |
|