قبل الحكم عليّ بالجنون أو بالإصابة بأحد فيروسات الإنفلونزا المنتشرة في الكرة الأرضية أو ربما الإصابة بالسعال أو السعار انتظر واحكم بنفسك إذا كان لدي حق فيما أقوله أو تكون نهايتي هي نهاية عبد خاضع تابع يستحق السحل والإبادة بمبيد حشري بطيء المفعول!!!
في البداية وأنا أطالع الصحف على غير العادة اليومية استوقفني خبر غريب عجيب نشرته جريدة الوفد في صدر صفحتها الأولى بتاريخ 28 يونيو 2009، يقول إن:
25 إسرائيلياً يتجولون بالدراجات البخارية في مدن مصر
استمعوا إلى آراء المصريين.. وسخروا من رداءة الطرق والبقشيش!! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الوفدـ أحمد الغريب: كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قيام (25) إسرائيلياً وإسرائيلية بجولة بالدراجات البخارية شملت أنحاء الأراضي المصرية، واصطحبهم فريق من الإعلاميين الإسرائيليين تحت حراسة فريق أمني مصري رفيع المستوى.
أوضح عوفر أوجش في تقرير مطول نشره موقع 4 × 4 الإسرائيلي المتخصص في متابعة الأحداث الرياضية، أن المجموعة الإسرائيلية دخلت مصر عن طريق معبر طابا الحدودي بواسطة (21) دراجة بخارية.
وبدأت الرحلة من سيناء إلى السويس عبر عشرات الحواجز الأمنية التي لم تعترض طريق الفريق، في ظل الحراسة الأمنية المرافقة.
وعبر الفريق نفق الشهيد أحمد حمدي وواصل رحلته إلى القاهرة، واستقر في أحد الفنادق قرب أهرام الجيزة، وقاموا بجولة في المنطقة السياحية، بعد تفتيشهم وانطلق أعضاء الفريق الإسرائيلي.
بعد ذلك إلى الإسكندرية مروراً بوادي النطرون وتوجهوا إلى مرسى مطروح مروراً بالعلمين، ومنها إلى واحة سيوة التي تبعد (310) كيلو مترا جنوباً.
وتغزل كاتب التقرير في جمال واحة سيوة وطبيعتها الساحرة، واعتبرها من أجمل المناطق وأكثرها سحراً حول العالم. ويضيف "عوفر" أن أعضاء الفريق قرروا التوجه إلى محافظة البحيرة، وتهكم التقرير على حالة الطرق في مصر، والتي مثلت خطراً على الدراجات البخارية، واضطر أعضاء الفريق إلى دفع (البقشيش) وتحدث عما وصفه باللقاء الحميم مع أحد البدو "عم حلاوة" والذي تجمعه بالإسرائيليين صداقات عديدة. ويؤكد "عوفر" في تقريره أن أعضاء الفريق توجهوا إلى القاهرة، وجلسوا على المقاهي، واستمعوا لآراء العشرات من روادها، ووجدوا ترحيباً من المصريين وسعادة بالغة بزيارة الإسرائيليين لمصر!!.
شارك في الرحلة تسيفي يحزقيلي مراسل الشئون العربية بالقناة العاشرة الإسرائيلية، ويعد أحد خبراء الشئون المصرية وله فقرة يومية يحلل فيها الأوضاع الداخيلة والخارجية في مصر. وثارت تساؤلات حول طبيعة أعضاء هذا الفريق ومهامهم، وهل هم مجرد حفنة من الهواة، وكم تكلفت عملية توفير الحماية الأمنية لهم طوال فترة الرحلة؟!
بذلك يكون الخبر قد انتهى أما بقية الخبر بتفاصيله في صفحة دنيا السياحة رقم 5، والتفاصيل التي مر عليها الخبر مرور الكرام كانت لدي معها وقفة وعدد من التساؤلات التي استفزتني؛ ومنها خرج هذا العنوان....
في الوقت الذي تشهد فيه الأوضاع المصرية تصعيداً للعلاقات بسبب الجهود المبذولة لإيجاد حل للقضية الفلسطينية وإيجاد بعض الحلول الجذرية لعدم تكرار حرب غزة التي شاب لها الشعر وملأت القلوب بكراهية الإسرائيليين، بلاش كل ده إنفلونزا الخنازير اللي وصلت عندهم.....
قرر 25 إسرائيليا أن يشرفونا بزيارتهم ويباركونا بقدومهم المحمود ووقعهم الخفيف على قلوبنا من أجل التخفيف عنا وزيادة الدخل القومي ورفع الناتج القومي لمصر –المهم- وبدأ كاتب التقرير بعد عودته من زيارة مصر يشير في الموقع الإسرائيلي إلى أنهم عند دخولهم الأراضي المصرية عن طريق معبر طابا قضوا خمس ساعات من البيروقراطية المصرية المعهودة –يا حرام- للاستعلام عن أوراقهم واستخراج أوراق مصرية تمكنهم من التجول في شوارع مصر وأثناء استطراد الكاتب تحدث عن عشرات الحواجز الأمنية التي مروا بها، لكن بالطبع لم يعترضهم أحد خاصة وأن سيارة تابعة للأمن المصري كانت ترافقهم ومن ورائها ناقلة جند لتأمين الطريق لهم طوال وجودهم في مصر.
يقول الكاتب إنهم عندما قرروا الذهاب لمحافظة البحيرة رافقهم ضابط من جهة أمنية كبيرة طوال 460 كيلومتراً، مشيراً –والكلام على لسان الكاتب- أن الطريق يتضمن حاجزين أمنيين، وقال إن السلطات المصرية شرعت في تمهيد طريق جديد هناك بدلا من الطريق القائم المتهالك –بتاع المصريين- الذي تغطي أجزاء منه بالرمال والصخور التي تعد أكبر خطرا –استر يا رب- على عجلات الدراجات الخاصة بالفريق الإسرائيلي.
ويحكي "عوفر" –ده اسم الكاتب بتاعهم- أن بعد وصولهم للقاهرة وتوجههم للمتحف المصري وخان الخليلي لاقوا ترحابا شديدا من التجار والبائعين الذين أعربوا عن سعادتهم البالغة بزيارة الإسرائيليين لمصر، زاعماً بأن الجميع شعر بأنه لا داعي لإخفاء جنسيتهم الحقيقية بعد هذا الترحاب، وأنهم لاقوا الترحاب نفسه في محافظة البحيرة عندما استقبلهم عم "حلاوة" بالأحضان والقبلات –هو اللي بيقول- وقام بمنحهم مياه الشرب وذلك نظراً لعلاقة الصداقة التي تربط عم "حلاوة" بالإسرائيليين.
أخيراً أكثر ما ضايقهم في مصر هو البقشيش لذلك قالوا "وجودنا في مصر كلفنا الكثير من البقشيش الأمر الذي جعلنا نتمنى العودة لإسرائيل".
قولي بعد الرحلة العظيمة دي لو لم تكن مصرياً لوددت أن تكون إييييييييييييييييييييه